بصدد قضيتنا الوطنية الأولى..نريد وضوحا من صناع القرار الدبلوماسي المغربي..

admin
2022-09-24T00:22:09+02:00
مقالات رئيس التحرير
admin24 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
بصدد قضيتنا الوطنية الأولى..نريد وضوحا من صناع القرار الدبلوماسي المغربي..

مصطفى قشنني

خلال مدة لا تزيد عن الشهر من الزمن المغربي، جرت مياه غزيرة وكثيرة تحت جسر الدبلوماسية المغربية، وتعددت روافد تنحو منحى القلق والشك واللا يقين في كثير من الخطوات التي نجدها ضبابية ومرتبكة ومتشابكة بخصوص قضية الوطنية الأولى.

نبدأ أولا بالدولة اللاتينية “البيرو” التي قررت إعادة الاعتراف بجمهورية “ابن بطوش”، ويأتي الاعتراف بعد شهر من انقلاب الموقف الدبلوماسي للرئيس “بيدرو كاستيو” الذي أعلن في وقت سابق عن دعمه لخطة الحكم الذاتي، وقد جرَّ هذا الانقلاب في الموقف وزير خارجية البلد إلى الاستقالة الفورية لوضع حد لمثل هكذا تخبُّط.

بعد ذلك جاء الدور على كولومبيا التي أعاد رئيسها اليساري “غوستافو بدرو” علاقته الدبلوماسية مع جبهة البوليزاريو المجمدة منذ 2001، وكان هذا أول قرار في السياسة الخارجية لبلاده يتخذه الرئيس الجديد. (وكأنه كان حالف فالمغرب).

نفس الموقف المرتبك أعلنت عنه كينيا، حيث سحب الرئيس الجديد “وليام روتو” اعتراف بلاده بالجبهة الانفصالية، قبل أن يعود ويسحب تغريدته على “تويتر” التي أعلن فيها الموقف الجديد لبلاده، في حين خرجت وزارة خارجية بلاده ببيان ناري –ليته لم يخرج- تؤكد استمرار كينيا  في اعترافها بجمهورية (الوهم) ففي أقل من أربع وعشرين ساعة تغير الموقف، وعادت المساندة إلى اللامساندة ولم تكتمل الابتسامة العريضة لبوريطية بعدما أحبطها الخذلان الكيني. وأُحبطنا بخذلان آخر موازٍ هذه المرة أقصد الموقف المتدبدب لرئيس حكومة الجار الشمالي، الذي كنا نظن أنه عاد إلى رشده السياسي والديبلوماسي ليؤكد الأمس(الخميس) فقط من أعلى منبر الأمم المتحدة تراجعه عن دعمه للحكم الذاتي من خلال تصريحه: (نؤيد الحكم السياسي المقبول للطرفين). وأضاف: (نؤيد تماما عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وهو العمل الذي نعتبره حاسما للغاية). وأردف قائلا: (ستواصل اسبانيا دعم سكان الصحراء في مخيمات اللاجئين).

ومن خلال هذا الموقف الضبابي المتدبدب يكون سانتشيس قد تراجع خطوة إلى الخلف وأعاد الانتصار للموقف التقليدي لاسبانيا من قضية الصحراء ورضخ للضغط الجزائري الشرس. دون أن نغفل الموقف المُخزي للإنقلابي قيس سعيد، الذي باع بلاده إلى طغمة “الكابرانات” ،مقابل  حفنة ملايين من الدولارات..

هذه المواقف المتدبدبة تجعلنا  في وضع يلخصه قول الشاعر العربي الكبير المتنبي:

وسِوى الروم خلف ظهرك رومٌ *** فعلى أي جانبيك تميل

نحن نعلم جيّدا، أن مواقف بعض الدول خاصة في افريقيا وأمريكا اللاتينية، أصبح متذبذبا ومرهونا بتغيير في البوصلة السياسية من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين. كما أن بعض الدول العسكراتية الانقلابية تتقاطع مساراتها وطموحاتها مع العقيدة الانفصالية لجبهة البوليزاريو. ناهيك عن الطفرة النفطية لدولة “الكابرانات” في خضم الأزمة الأوكرانية، والذي ساهم بشكل كبير في شراء ذمم العديد من الأنظمة الشمولية المتعفّنة الهجينة ، التي تبيع المواقف لمن يدفع أكثر..  

لكن هذه التبريرات تبقى غير كافية ومردودة علينا إذا لم يكن لدينا كدولة وأحزاب وقوى ناعمة آليات اشتغال جديدة للانفتاح على مجتمعات الدول وأحزابها (يمينا ويسارا) والتماهي مع فعالياتها وإعلامها ودعم لوبيات فيها لتعزيز وتقوية المواقف المساندة لشرعيتنا التاريخية في صحرائنا.

 وبالموازاة مع ذلك المطلوب وضوحا وشفافية ومصارحة من صناع القرار الدبلوماسي المغربي بخصوص هذا الملف، وبسط مستجداته -إيجابية كانت أو سلبية -عبر قنواتنا الرسمية والغير الرسمية، و تكرّم وزير خارجيتنا ناصر بوريطة للإطلالة علينا بين الفينة والأخرى موضّحا ما استعصى علينا من الفهم ، وما استشكل علينا من الأمر، بخصوص ملف هو هاجس المغاربة وأفق انتظاراتهم وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..     

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.