رسبريس – “رأي اليوم”
لقد بدَأت النساء الحديث في الآونة الأخيرة، أو الخوض في تجارب عشنها عن تعرّضهن للتحرّش، المُثير في الأمر وبحسب ما تنقل مواقع إخباريّة غربيّة، أنّ المُتعرّضات للتحرّش هنّ نساء لم يكنّ في مكانٍ عامٍّ تجاريّ كما تجري العادة في رصد تلك الظاهرة اللّاأخلاقيّة، بل خلال طوافهنّ حول الكعبة، وخلال تأديتهنّ لشعيرة الحج.
يبدو الأمر بالفِعل صادِماً، وبَدا بالفِعل صادماً للكثير من النشطاء، والناشطات، السؤال التلقائي الذي يتبادر إلى ذهن هؤلاء والمُراقبين، هو أين ذلك الإيمان، والخشوع، بل وأين هي الأخلاق الرادعة لهؤلاء البعض من الحجّاج الرجال القلّة، والذين اختاروا أقدس بقعةً على الأرض، ليُمارسوا فيها “أحقر” التصرّفات البشريّة، وأمام حضرة الخالق، وكعبته المُشرّفة.
بعض النّشطاء قد يذهبوا إلى تحميل السلطات السعوديّة، مسؤوليّة تلك المُمارسات بصفتها الإداريّة التنظيميّة للحج، وعدم فرضها قوانين صارمة في ذلك الشأن، وبالتّحديد كما فعلت أخيراً في جبهتها الداخليّة، حين فرضت قوانين لمنع التحرش، وحدّدت الحبس، والغرامة، كعُقوبة مُغلّظة على الرجال المُتحرّشين بالنساء السعوديّات، وخُصوصاً بعد مُصادرة صلاحيّات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، بصفتها الرّادعة لما كان يُوصف بالانفلات الأخلاقي الشبابي، وتعدّيهم على الفتيات في الطريق العام.
المُلامة هُنا تقول وجهة نظر أخرى، تصفها ناشطات نسويّات بالذكوريّة البحتة، لا تقع على عاتق السلطات المحليّة، بقدر ما تقع على عاتق الضحيّة، والتي ربّما فضّلت الصّمت على عدم الخوض بتلك الفضيحة، لكن اليوم هناك ناشطات فضّلن كسر حاجز الصّمت، وقرّرن الحديث عن تجربتهن مع التحرّش في الحرم المكّي.
موقع “ستيب فيد” باللغة الإنجليزيّة، تحدّث عن ناشطة باكستانيّة تُدعى سبيكة خان، كانت قد لجأت إلى “الفيسبوك” للحديث عن تجربتها، وتفاصيل تعرّضها للتحرّش أثناء تأديتها الطواف، وخان كانت قد عبّرت عن خوفها من أن يُثير حديثها الجريء، أو أن يكون مُستفزّاً للمشاعر الدينيّة.
وتحدّثت الناشطة عن تسجيلها تجارب حول التحرّش خلال تأديتها فريضة الحج، الأولى حين شعرت أن هناك من يُحاول مسك خاصرتها، وشعرت بعدم الارتياح لأنّ اللمس كان لا يزال مُستمرّاً، والثانية حين نكز أحدهم مُؤخرتها، وحاول آخر الإمساك بها، وقد منعته، وأمسكت بيده، لكنّها لم تتمكّن من التعرّف عليه، أو رؤيته، فقد كانت الحُشود على حد قولها غفيرةً.
وعلى خلفيّة الاعتراف، شجّعت خان، العديد من النساء، للحديث عن تجاربهن، وتوثيقها عبر منصّات العالم الافتراضي، وأكّدت ناشطات في ذلك السّياق، أنّ النساء لسن بمأمنٍ، أينما كانوا، فيما عبّر العديد من النشطاء عن امتعاضهم، وأسفهم، على ما مرّت به الناشطة خان وغيرها، ووصفوه بالأمر الصادم.