نبيل بنعبدالله … اليساري الذي أكمل دورته نحوى اليمين

admin
2024-07-01T13:41:16+02:00
كتاب واراء
admin1 يوليو 2024آخر تحديث : منذ 5 أشهر
نبيل بنعبدالله … اليساري الذي أكمل دورته نحوى اليمين
  • سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر

    الكتابة والزلزال سيان ، لاندري متى يأتيان ، فكلما تحرشنا بذاكرتنا بعض الشيء ، أنجبت لنا أفكار وحكم ، وشخصيات عمومية ، تغري بالتحليل والتفكيك ، والتركيب ، مع مراعاة السياق ، واحترام المناهج العلمية المعمول بها بصرامة ، في مثل هكذا مواضيع ، وطبعا بدون الدخول إلى المقالة ، بنوايا جاهزة ، وأحكام قيمة للتحامل الذي يسيء لنزاهة الباحث ، أو التطبيل الفج الذي يغتصب براءة الباحث ، ويجعله يفقد ماء وجهه ، ومصداقية بحثه ….

    ضيفنا في هاته المقالة ،  هو الحاج الرفيق ، المترجم السياسي ، الوزير والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية،  السيد نبيل بنعبد الله .

    ولتعضيض ماسبق  دعونا نبدأ بمقولة حكيمة لابن خلدون ، نضعها شعارا لنا في كل بحوثنا ومقالتنا ، يقول ابن خلدون  “الحرّ يدافع عن الفكرة مهما كان قائلها، والعـبد يدافع عن الشخص مهما كانت فكرته ”  ويضيف
    ” لا نحظى في عالم اليوم بكثير من هؤلاء الأحرار أو من يفهمون الحرية على هذا النحو، بل يعتقد كثيرون أن مهاجمة الأفكار ولو كانت صحيحة هي الحرية !
    أما هؤلاء الذين يدافعون عن أفكار شخص ما ولو كانت خاطئة فهم الأكثرية، وهؤلاء فعلاً عبيد  هذا الزمن.
    وهناك فئة ثالثة أجدها أكثر سوءا وهم من يهاجمون أو يرفضون فكرة فقط بسبب قائلها أي لأسباب شخصية، حتى ولو كانت منطقية أو صحيحة.”

    وبناء عليه ، حسبنا في هاته المقالة ، أننا سنجتهد حتى نطرح ما للسيد نبيل عبد الله ، وما عليه ، من وجهة نظر اكاديمية فكرية تارة ، ووجهة سياقية تارة أخرى….

    لنبدأ إذن ببعض المؤاخدات التي يراها الباحث ، لاتستقيم مع مايزعم به الرجل ، وما يمارسه ، لننتقل في الجزء الثاني ، للاشياء التي تحسب للرجل ، كالشمس في كبد النهار

    فعندما يصف السيد نبيل بنعبد الله نفسه كسياسي ، بأنه ينتمي  لعائلة اليسار ، فهو يدفعنا بطريقة ميكانكية لطرح أهم أفكار اليسار ، عبر مؤسسه كارل ماركس ، فهذا الأخير يعتبر الدولة جهاز رجعي لخدمة البورجوازية ،  أما عن الدين فقد قال مقولته الشهيرة ” الدين أفيون الشعوب وزخفرة الإنسان في الأرض ” وبالتالي على كل يساري أن يتسربل بسبرال اللاديني، حتى يكون يساريا وفيا للارضية الحقيقية لليسار ،،،  فهل يمكننا اعتبار الحاج نبيل بنعبد الله من رجال اليسار الذين  يلبسهم هذا الطرح ؟؟؟ أما عن حزب التقدم والاشتراكية على سبيل المثال لا الحصر ، وباقي الأحزاب التي تدعي الاشتراكية وتشتغل ضمن جهاز الدولة ” الرجعي ”  ، فقد وسمها كارل ماركس بالقوى الإصلاحية ،  التي تندرج طبقيا ضمن البورجوازية الصغرى ، والتي تتسم بسمة الانتهازية في ممارستها السياسية ، بحيث تركب بخبث  على نضالات الطبقة العاملة والقضايا الاجتماعية ، لتستثمرها لاستقطاب المغفلين من الجماهير الشعبية ، لكن الفيلسوف انجلز اختلف مع ماركس في توصيفه  للقوى الإصلاحية بسمة الانتهازية ، لكونه قدم حزمة من الحجج تؤكد أن هاته القوى رجعية ، وبالتالي هي حليف للبورجوازية ، والقوى الرجعية ، في اغتيال مصالح الكادحين …

    وبناء على ما سبق ، فإن هناك طرحان في هذا المستوى ، فأما الطرح الأول ، فيقول إما أن تكون ماركسيا ، وتتبنى الماركسية اللينينية في شموليتها ، او أن تبتعد على الافتراء واستغلال الماركسية ،،،، أما الطرح الثاني هو الذي يذهب إليه السيد نبيل بنعبدالله وكل الأحزاب التي تزعم أنها ذات مرجعية اشتراكية ، فهي تصف المعسكر الماركسي الجذري ، بالمتطرف والمتجاوز ، لذلك ترى الحاج نبيل بنعبدالله ، يقتات من الماركسية ، مايساعده في معانقة السلطوية من جهة ، وعدم التفريط في استغلال صيحات الشارع وآهات الكادحين  لابتزاز الدولة ، وادعاء الطهرانية  المزعومة ، والتي لم تنطلي على خصوم هذا التوجه ، والمتمثلين في الأحزاب ذات التوجهات الأخرى الموسومة باليمينية ، التي تصف الحاج الرفيق نبيل بنعبدالله ، بأنه يميني في اجتماعاته مع السلطة ، ويساري عندما يريد أن يخاطب الجماهير ، لذلك يصفونه باليساري الذي أكمل دورته نحوى اليمين ، والدليل تهافت حزبه على المشاركة في جميع الحكومات على اختلاف  ” مرجعياتها ” رغم التبريرات الشعبوية التي يحاول بها نبيل بنعبدالله شرعنة اصطفافه إلى جانب الإسلاميين والاداريين،  فتراه مرة يصف حكومة بنكيران بحكومة الشعب ، وتجده مرة أخرى في برنامج على قناة دوزيم يصفها بأنها حكومة صاحب الجلالة !!! مما دافع ادريس لشكر للرد عليه قائلا ” نحن كذلك معارضة صاحب الجلالة ” وكأنه يريد أن يقول لرفيقه الحاج نبيل ” ماشي معايا دوز هاد القوالب رحنا عايقين ببعضنا البعض ” للتذكير هذا حوار ثنائي بين حزبين يدعيان انتسابهما لليسار !!!

    ثم لماذا جثم الرفيق نبيل بنعبدالله على الأمانة العامة لحزب يدعي أنه سليل الحركة الوطنية الديموقراطية لثلاث ولايات متتالية ؟؟؟  الا يعطي هذا المؤشر ، صورة واضحة على أن الرجل حول الحزب الى تنظيم شمولي مصلحي ، يقدس الاستوزار ،  ليهادن وهو فوق الكرسي ، ويستل السيف ويرفع صوته عندما يتم ابعاده من الاستوزار ، فما علاقة هذا وذاك بالديموقراطية والنبل السياسي ؟ ويزداد الأمر صلافة عندما يفسر الرجل نزوعه للاستفراد بقيادة الحزب ، بأن الطاقات الشبابية ، ليس لديها من التجربة ، والامتداد والتاريخ النضالي ، الذي تمتلكه القيادة الحالية ….


    لكن في المقابل الا يعتبر الأستاذ نبيل بنعبد الله ، وجه وسيما في مشهد سياسي قبيح مترهل كاسد ؟ رجل فصيح مفوه يجيد فن الخطابة ، وتمرير الرسائل السياسية باناقة تشبه شعر والده رحمه الله ؟


    أليس الحاج نبيل بنعبدالله ، شخصيةوطنية ، رزينة رصينة ، تنافر وتدافع بصدق عن التوازنات الكبرى بين المجتمع والدولة والمنتظم الدولي ؟


    ألا ينتمي حزب التقدم والاشتراكية ، لليسار الاقتصادي الاجتماعي ، المهموم بسؤال التنمية ، بظل اليسار الإيديولوجي ، الذي يختص في مواجهة الإسلام والمسلمين ؟


    ألا يوصف نبيل عبد الله ، بالظاهرة السياسية المحنكة ، التي تتمتع بمرونة سياسية رهيبة في التموقع ، جعلت من الحزب لغزا لدى السلطة ، ومطلبا لجميع الفصائل السياسية التي تريد ترميم بكارتها وهي تمارس الشأن العام ؟

    ألم يبح صوت الرجل وهو ينادي بضرورة مواجهة التحكم ، عبر تحالف الكتلة الديموقراطية من جهة ، وعبر تحالف ” اليسار ” من جهة أخرى ؟

    أليست البرغماتية السياسية ، ضرورة حتمية ، تبرر تحالفات الحزب ، وهو ينشد الإصلاح في ظل الاستقرار ؟



    ألم يحسب لحزب التقدم الاشتراكية ، المشاركة في الحكومات المتعاقبة،  بوزراء ينتمون لتنظيمه السياسي ، عكس بعض الأحزاب وعلى رأسها حزب الاستقلال على سبيل المثال لا الحصر؟ وبالتالي أليس الحزب ابنا بارا للحركة الوطنية ، التي يعتبر أحد أرقامها التي يصعب تجاوزها ؟

    ألم يقف الحاج نبيل وحده بشجاعة كبيرة ، في مواجهة المشروع التحكمي للبام في نسخته الأولى،  وسط جبن الجبناء ؟

    ثم لماذا تغافل البعض عن استماتة حزب علي يعتة ، في الدفاع بشراسة عن استقلالية القرار السياسي للاحزاب ؟

    الا يحتفظ التاريخ للرجل ، بنبوءته حول وجود مال خطير يهدد الاحزاب والمؤسسات ؟ الم تؤكد ظاهرة ” اسكوبار الصحراء ” صوابية استشراف الرجل ؟

    ألم يدفع الرجل ورفاقه ثمن مواقفهم ،  بعد تشبتهم بالتحالف مع العدالة والتنمية ، لمواجهة الردة السياسية والنكوص الاصلاحي ؟


    بين كل هذا وذاك وأكثر،  لايزال المشهد السياسية المغربي ، أحبل بالاعطاب البنيوية ، التي تجعلنا في قاعة انتظار كبرى فيما يخص بناء دولة ديمقراطية معززة باقتصادي تنافسي وقوي ، يعالج العلل المجتمعية التي يحلم كل الوطنيين ، بطردها من وطن يستحق كل خير ، بالنظر لتاريخه –  كدولة أمة –

    – في هاته الفقرة ننتقل لمكاتفة مقالتنا هاته ، بالسيرة الذاتية والسياسة للسيد نبيل بنعبدالله ، ولحزب التقدم والاشتراكية ، من مصادر رفيعة المهنية .

    – من هو السياسي نبيل بنعبد الله :
    نبيل بن عبد الله سياسي ومترجم مغربي، انتخب أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية عام ٢٠١٠. قاد الحزب ذا المرجعية اليسارية إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية في الحكومة التي يقودها الأخير منذ بداية يناير/كانون الثاني 2012.

    المولد والنشأة
    ولد محمد نبيل بن عبد الله -ويعرف بنبيل بن عبد الله- يوم 3 يونيو/حزيران 1959 بمدينة الرباط. حرص والده على تمكين أبنائه من متابعة مسارات دراسية رفيعة.

    الدراسة والتكوين
    انضم مبكرا إلى مدرسة معروفة من مدارس البعثة الفرنسية بالرباط، وهي مؤسسة “سان إيكسيبيري”. التحق بعد ذلك بثانوية “ديكارت” التي تستقطب جل أبناء الطبقة البرجوازية.

    حصل على شهادة الثانوية في الآداب العصرية عام 1977، ورحل إلى فرنسا من أجل متابعة دراسته في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس في جامعة السوربون، حيث تخرج عام 1985 بشهادة عليا أهلته لممارسة مهنة الترجمة.

    الوظائف والمسؤوليات
    عمل نبيل بن عبد الله في سلك الترجمة، كمتجرم محلف، وبات نائبا لرئيس جمعية التراجمة المحلفين بالمغرب عام 1992. أدار جريدتي حزب التقدم والاشتراكية “البيان” و”بيان اليوم” من 1997 إلى 2000 . تولى مناصب حكومية ودبلوماسية هامة، حيث شغل منصب وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2007.

    عين سفيرا للمملكة المغربية بإيطاليا من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 إلى يوليو/تموز2009. وفي حكومة العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بنكيران، عين وزيرا للسكنى والتعمير وسياسة المدينة في حكومة عبد الإله بنكيران منذ 2012.

    التجربة السياسية
    ينتمي إلى جيل مناضلي ما بعد الاستقلال الذي لم يؤسس تجربته في جبهة الكفاح المسلح أو السياسي ضد الاستعمار، وإن كان اغترف من تراث وقيم الحركة الوطنية المغربية.

    بدأ مساره السياسي في المهجر الفرنسي. فمنذ التحاقه بباريس عام 1977 لمتابعة دراسته الجامعية، شرع  في التردد على مجموعات مختلفة من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المنظمة الطلابية التي كان يهيمن عليها منتسبو الفصائل اليسارية.

    حينئذ، بدأ ميله إلى الخط الذي وصف بالعقلاني المتمثل في التقدم والاشتراكية، الحزب الشيوعي سابقا. تدرج في تولي مسؤوليات داخل تنظيم حزب التقدم والاشتراكية بفرنسا ومنظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بأوروبا الغربية إلى غاية 1985.

    بعد عودته إلى المغرب، سجل دخوله القوي إلى حزب التقدم والاشتراكية انطلاقا من عام 1988، تاريخ انضمامه إلى اللجنة المركزية للحزب وتوليه مهمة الكاتب الأول لشبيبة التقدم والاشتراكية إلى غاية 1994، حيث انتخب رئيسا للشبيبة الحزبية حتى سنة 1998، وبالتالي اكتسب عضوية المكتب السياسي لحزبه الذي كلفه بالتواصل.

    عززت تجربته التواصلية، وإدارته لجريدتي الحزب بين 1997 و2000، موقعه لتقلد حقيبة وزارة الاتصال ومهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة في الحكومة التي قادها التكنوقراطي إدريس جطو بين عامي 2002 و2007.

    بعد تجربة قصيرة كسفير للمملكة في إيطاليا (أقل من عام)، عاد بن عبد الله إلى المغرب مركزا مجهوده على الصعيد التنظيمي والحزبي. انتخب أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية في المؤتمر الثامن للحزب المنعقد في 28 و30 مايو/أيار 2010.

    جاءت محطة انتخابات 25 نوفمبر/تشرين الثاني سابقة لأوانها 2011 بعد الدستور الجديد -الذي أقر في استفتاء شعبي في 1 يوليو/تموز2011، لتطرح تحديات حول موقع الحزب ذي المرجعية اليسارية في المشهد المغربي، بعد تصدر حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية للنتائج.

    وفيما رفض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية -حليف الحزب في الحكومة منذ تجربة التناوب عام 1998- المشاركة في الحكومة، لبى نبيل بنعبد الله دعوة رئيس الحكومة وزعيم العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.

    شارك في حكومة مكونة من أربعة أحزاب، ودافع عنها، واعتبرها إطارا لمواصلة المشاريع الإصلاحية التي بدأتها الحكومات التي شارك فيها الحزب انطلاقا من حكومة التناوب أواخر عهد الملك الحسن الثاني.

    أعيد انتخاب نبيل بن عبد الله أمينا عاما للتقدم والاشتراكية في المؤتمر الوطني التاسع في يونيو/حزيران 2014.

    وفي سبتمبر/أيلول 2016 تفجرت مشكلة بين بن عبد الله والديوان الملكي، حيث انتقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية حزب الأصالة والمعاصرة -الذي يوصف في المغرب بحزب صديق الملك- وبمن يقف وراءه، مما اعتبر انتقادا غير مباشر لفؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب وصديق الملك ومستشاره.

    وقد رد الديوان الملكي على ما قاله بن عبد الله ببيان، اعتبر فيه التصريح “وسيلة للتضليل السياسي في فترة انتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة”.

    الخطوة التي أقدم عليها الديوان الملكي دفعت المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية لعقد لقاء عاجل، أصدر بعده بيانا اعتبر فيه تصريحات بن عبد الله عادية وتدخل ضمن التنافس الحزبي الطبيعي في إطار التفاعل الديمقراطي في البلاد، مؤكدا أنه لم يكن أبدا في نية الحزب أو أمينه العام إقحام المؤسسة الملكية في أي خلاف سياسي بأي شكل من الأشكال.

    وقد رأى محللون في بيان الديوان الملكي “إجراء عقابيا” ضد نبيل بن عبد الله وقيادة الحزب، بعد تشبثهم بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية.


    – نظرة شمولية حول حزب التقدم والاشتراكية :

    يصنف حزب التقدم والاشتراكية نفسه ضمن عائلة اليسار الديمقراطي، ويقول إن هويته تنبني على قيم العدالة الاجتماعية والتقدم والحداثة. ورغم أن جذوره تعود إلى مرحلة أربعينيات القرن الماضي، فإن السلطات المغربية لم تعترف به رسميا إلا في أغسطس/آب 1974.
    ويعتبر التقدم والاشتراكية في شكله الحالي وريث الحزب الشيوعي المغربي الذي أسس عام 1943. وقد قاد علي يعته الحزب منذ 1946 حتى وفاته عام 1997 إثر حادثة سير في مدينة الدار البيضاء.

    وقبل أن يصبح الحزب يحمل اسم التقدم والاشتراكية عام 1974 ظل منذ 1969 يسمى حزب التحرر والاشتراكية.

    وقد ترأس الحزب إسماعيل العلوي بعد صراع حاد مع قيادي بالحزب هو التهامي الخياري، الذي اضطر بعد أن حسم الصراع لصالح منافسه لمغادرة صفوف الحزب ويؤسس لنفسه وأنصاره تشكيلا سياسيا جديدا سماه جبهة القوى الديمقراطية الذي يشارك في الانتخابات الحالية.

    وطيلة تاريخه في معسكر المعارضة اتخذ الحزب مواقف اتسمت بنوع من المرونة بالمقارنة مع أحزاب أخرى من المعارضة، حيث دعم وساند الاستفتاء على الدستور عامي 1992 و1996 كما دعم تجربة التناوب التي دخلتها قوى المعارضة عام 1998.


    ومنذ عام 1995 تخلى حزب التقدم والاشتراكية عن النهج الشيوعي، وقد حصل في انتخابات 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1997 على تسعة من مقاعد بمجلس النواب المغربي.

    يشارك الحزب في الحكومة الحالية بتولي حقيبة واحدة هي الاتصال التي يضطلع وزيرها نبيل بنعبد الله أيضا بمهمة المتحدث الرسمي باسم الحكومة.

    يبني الحزب برنامجه وتصروه السياسي على دور واسع للدولة وخاصة في الظرفية التي تمر منها البلاد، ويضع مسألة إصلاح الدولة ضمن أولوياته القصوى دون أن يصل ذلك إلى حد المطالبة الصريحة بتعديل الدستور.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.