حياة جبروني
لا جدال أن واقع الصحافة الجهوية في المغرب مازال يعرف تراجعا وانحدارا حادا في قواعد العمل المهني رغم المجهودات المكثفة المبذولة في سبيل رقي وتطوير المشهد الإعلامي الجهوي ليواكب المشروع التنموي للبلاد وليكون دعامة قوية لتكريس إعلام القرب عن طريق الإخبار والإشراك في المعلومة والتوعية وكذلك رافعة للتنمية والديموقراطية المحلية.
لكن على ما يبدو أن واقع الخطاب الإعلامي بجهتنا المنكوبة لم يسلم من الهشاشة والفقر، هذه المرة ليس الفقر المادي ولكن الفقر على مستوى الأخلاق والمهنية والكفاءات، الشيء الذي جرَّ الصحافة بأذيال الخزي والعار، مما شكل خطرا فادحا، ليس على صناعة الإعلام، بل على أخلاقياته وضوابطه المهنية التي تتعرض إلى انتهاكات صارخة وذبح ممنهج.
وحتى يكون تقييمنا لمهنة الصحافة بالجهة يخضع للدقة والموضوعية ولا نظلم بعض الصحافيين الجهويين المشهود لهم بالنزاهة والشفافية والحياد وبالتزامهم للضوابط الأخلاقية والقانونية لمهنة الصحافة والذين يمكن أن نضعهم في خانة الصحافيين الملتزمين والمهنيين. يمكن أن نجزم أن هذا النوع يجسد بحق وبقوة المعنى الحقيقي للسلطة الرابعة ويستوعب تماما قواعد أخلاقيات المهنة.
أما النوع الثاني والطاغي على المشهد الاعلامي الجهوي الفارغ من محتواه العميق لمعنى قدسية الصحافة، لا تحكمه ضوابط أو أخلاق، عشّش وترعرع بشكل فوضوي دون رعاية أو أي تعليم أو تكوين إعلامي يذكر، شأنه شأن بعض النباتات الطفيلية ك”الخبيز وشندكورة والكالي قلبه….” وغيرها من الطفيليات النباتية التي تطغى على الحقول والتي تزعج وتضيق الخناق على النباتات النافعة والأشجار المثمرة.
المؤسف، أن هذا النوع (الثاني) من “السخافيين” تجد منهم من استكمل بطريقة أو أخرى شروط الانتساب القانوني لمهنة صاحبة الجلالة وسأخص بالذكر في هذه الحلقة -الصحافيين الفوتغرافيين-.
بعض هؤلاء القوم تجدهم في كل ندوة أو مهرجان وازن أو لقاء تحضره السلط ، حيث يغيب القلم النزيه والموقف الراسخ والرأي الحر وكل العناصر التي تجسد السلطة الرابعة. ولن تجد سوى أجسام ببدل وربطات العنق، وأخرى بزي على قد صاحبه وصاحبته مع بعض المساحيق الباهتة بفعل السهر في تصوير الأفراح والأمداح…. هؤلاء القوم تجدهم يلوحون ببطائقهم المهنية أو ما جادت به مؤسساتهم الإعلامية اعتزازا ومفخرة بمهنتهم كمصورين للأحداث الهامة والمصيرية يا حسرتاه، بعد أن قضوا نحبهم وهم يصورون ليلة صاخبة للعرسان والضيوف والأطباق من الدجاج واللحوم والمرق بالزيتون والبرقوق والعصائر والرقص وهز الوسط والأرداف… في ضرب سافر لفحوى ومحتوى البطاقة التي يلوحون بها في كل نادي و التي أفرغوها من محتواها السامي و دنسوها بانتمائهم لها وهي منهم براء براءة الذئب من قميص يوسف.
هؤلاء القوم كفروا بكل التشريعات والقوانين التي دعا إليها الدين الإعلامي، ووأدوا هذه المهنة بعد أن أفقدوها عذريتها وداسوا على شرفها وكرامتها وتبنوا سخافة بديلة هي مجرد أوكار فاقدة لأي شرعية يقامرون بصورهم الملتقطة بعدسة ممزوجة بالمرق يروجون للأكاذيب والأوهام إلى حد الإسفاف والتضليل خصوصا للأجانب. كما اتخذوا من بطاقة صاحبة الجلالة أصلا تجاريا للاسترزاق والتكسب والربح أو تقلد كرسي خشبي وضيع لهم ولذويهم داخل مؤسسات اعلامية أو تعليمية أو جمعيات هؤلاء القوم لن تجد لهم أي رصيد أو بصمة أو إسم أو حتى توقيع على خربشات متواضعة في المنابر التي يزعمون الانتماء إليها.
فأين أنتم من قيّم ونُبل صاحبة الجلالة يا أصحاب الجهالة ؟.
Hayat_journal@hotmail.fr
Samarمنذ 5 سنوات
دمت صاحبة القلم الحر الذي يلمس الحقائق ويتطرق إليها بكل صدق وموضوعية
مقال يستحق النشر على أوسع نطاق
وفقت وسلمت أناملك
Nawfalمنذ 5 سنوات
لا تخلطوا بين العمل الصحفي والحياة الشخصية للإنسان كان عليكم أن تنتقدوا أسلوبها أو شككم في أمانتها وصدقها في الموضوع المتناول وانتقادها بكل شفافية وحياد أما المسائل الشخصية الأخرى عليكم احترامها. الأستاذة نقدها لواقع الصحافة المحلية كان في الصميم صورت واقع الصحافة بكل صدق وأمانة وحياد والكل يعلم رداءة هذه المهنة
نقدكم للأستاذة يجب أن يكون موضوعيا لا يخضع لأي إملاءات أو شعور بالضغينة
صحفية ;وأفتخرمنذ 5 سنوات
السلام عليكم أستاذة لا شك أنه لا أحد يشك في تمكنك من التحليل والكتابة وقد يتفق الجميع على نزاهتك ورزانتك ورجاحة عقلك لكن عندي رأي، بما أنك تخوضين تجربة الكتابة والحقيقة أنك أجدت وتفوقت. فحبذا لو تنزلين من برج إيفل وشوارع باريس التي تتباهين بها في صفحتك الزرقاء إلى شوارع المدينة المنكوبة الهشة وترين الفقر والبؤس والظلم وتسلطين قلمك على المسؤولين والمنتخبين بنفس القساوة التي تسلطينها على زملائك وشكرا
Nawfalمنذ 5 سنوات
لا فض فوك ولا كلّ قلمك سلمت وسلمت أناملك الذهبية وسلم ضميرك وموقفك ورأيك الحر
لستُ هنا في موضع المادح أو المجامل أو المبالغ. لأنه ليس من السهل فضح الفساد في مهنة تنتمين إليها وتكشفين مخالفات زملائك وأفراد أسرتك وتوجهين إليهم انتقادات لاذعة بكل جرأة وصرامة وهذا عمل لا يقوى عليه إلا شخصية قوية لا يهزها ريح
chapeau
عز العربمنذ 5 سنوات
صدقت أستاذة الإعلام بريء من هذا العبث وهذه الفوضى التي تعيشها الصحافة الجهوية براءة الذئب من قميص يوسف.
لم نفقد الأمل في محاولة الإصلاح وولادة صحافة نزيهة ومنتجة والدليل مقالك هذا الذي فضح الممارسات المسيئة لهذه المهنة فأعانك الله ومن يحذو حذوك على فضح من اتخذ من هذه المهنة الشريفة وسيلة للابتزاز والتكسب
Yousraمنذ 5 سنوات
تهانينا لليد التي استقطبت واقع الصحافة في عصرنا في نص يحتوي على معلومات متماسكة جيدة التنظيم وغنية بالمعلومات ، أهنئكم على شجاعتكم وصدقكم وأشكركم على مشاركة معرفتك معنا.
طالبمنذ 5 سنوات
أنها مهنة من لا مهنة له لا تخضع للرقابة أو المحاسبة يجب اعادة النظر في توزيع البطائق المهنية
هاجر يوسفيمنذ 5 سنوات
للأسف انه واقع الصحافة التي تفتقر بأخلاقيات المهنة دون حسيب ولا رقيب
الحقيقةمنذ 5 سنوات
كلام في الصميم هادا هو واقع الصحافة بحهتنا للأسف الشديد