في الوقت الذي نفذت مصالح الوقاية المدنية تمرينا وهميا لإخماد حريق وهمي على مستوى إدارة بنك المغرب بشارع محمد الخامس بوجدة صباح اليوم الثلاثاء، سخرت له العشرات من الآليات التابعة لها والعشرات من العناصر التي كانت مُعبّئة لإخماد الوهم . كانت المئات من الساكنة تستنجد من اجل انقاذها من الغرق الحقيقي وليس الوهمي، الذي اجتاح منازلها وتسبب لها في خسائر فادحة بسبب الأمطار التي هطلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على مدينة الألف سنة..
اذن في الوقت الذي كانت فيه عناصر الوقاية المدنية تقاوم الوهم ، كانت الساكنة تواجه شبح الطوفان الحقيقي لوحها وبصدر عاري . لذلك نقولها بالفم “المليان” وبصراحة للوقاية المدنية: كفاكم من هذا “الطنز” الذي لا يمكنه أن ينطلي على المواطنين . وهذا النوع من التدخلات “الوهمية” اذا افترضنا جدلا أن لها قيمة إيجابية في مثل هكذا طوارئ وحوادث “لا قدّر الله” ، فالمدينة اليوم – على وجه الخصوص – كانت في حاجة الى تدخلات حقيقية لإنقاذ ما يمكن انقاذه . ونعتقد جازمين أن ما قامت به الوقاية المدنية بمدينة وجدة ، يدخل في ايطار ما يصطلح عليه الأشياء الفائضة على القيمة ، وهي اجراءات تقوم بها البلدان التي تعيش تُخمة في الوسائل والعتاد واللوجيستيك ، أما جهة مثل جهتنا ووطن مثل وطننا ، فيجب أن يُسخّر فتات عتاده وألياته – ان وجدت- في واقع الناس وليس في الوهم وكفى ! ؟ .