اعتبر رئيس “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، كريم العيناوي، أن قيمة الرأسمالية قد “تدهورت” في الدول الناشئة، فيما تطالب الساكنة بنموذج مغاير أكثر عدالة ومساواة.
وأوضح العنياوي في تحليل له خلال جلسة حول الرأسمالية وأزمة كورونا نظمها عبر تقنية الفيديو الصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، بمشاركة ثلاثة خبراء على الويب، إن “كثيرين هم أولئك الذين يشككون في قدرات الرأسمالية على معالجة التحولات الناتجة عن الأزمة الصحية الحالية. فالبعض يرى أن النظام الحالي غير أخلاقي وغير فعال لأنه يشكل تهديدا على صحة السكان”.
وأضاف العيناوي أنه “من وجهة نظر طويلة الأمد لتاريخ الرأسمالية، فإن هذه الأخيرة، بوصفها اقتصاد السوق، كانت موضع تساؤل ليس فقط من حيث نجاعتها، وإنما أيضا من وجهة نظر الساكنة التي تطالب بما هو أكثر عدالة وأكثر مساواة”، مسجلا أن “جوهر اقتصاد السوق وما ينطوي عليه بخصوص العقد الاجتماعي على مستوى المجتمع، قد أضحى محط تساؤل ولم يعد فعالا”.
وحسب رئيس “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، فإن جائحة (كوفيد-19) كشفت عن العديد من “العيوب” في الاقتصادات القوية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فيما هنالك بعض الدول بدأت تفضل التعددية والتجارة.
وأشار العيناوي، وهو خبير اقتصادي بالبنك الدولي، إلى نموذج إفريقيا التي ستنفذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية قريبا، معربا في الوقت ذاته عن قلقه بشأن عواقب التنافس في القارة في الظروف الحالية.
وشدد على أن “هناك حاجة للقيادة في إفريقيا لإرساء أسس تحالف قوي لتعزيز متوسط نمو يتراوح بين 5 و 6 في المائة على مدى الثلاثين إلى الأربعين سنة”.
وخلص إلى أن “الرأسمالية لن تختفي، لكن من المتوقع أن تخضع لتغييرات عديدة للتكيف مع السياق الحالي والاحتياجات التي فرضتها الأزمة الصحية الحالية”.
وأشار العيناوي إلى أن إفريقيا تعد مصدرا عظيما للقيمة، مؤكدا أنه “إذا أردنا أن استمرار بقاء هذا الكوكب بشكل معقول”، فإن القارة الإفريقية يجب أن تنتشل ملايين الأشخاص من الفقر.
وفي معرض حديثه عن القضايا المرتبطة بالتعاون، اعتبر العيناوي أن هذا الأخير أمر أساسي “إذا أردنا تحسين موقعنا ووضعيتنا في السنوات المقبلة”.
من جهتها، أكدت كارولينا إيكولم، أستاذة في قسم الاقتصاد بجامعة ستوكهولم، أنه “قبل أن تضرب أزمة كورونا السياسة التجارية العالمية، كانت هناك ردود فعل سلبية بشأن العولمة مما جعل الكثير من الدول تتخذ تدابير حمائية”، مشيرة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أنه منذ الأزمة المالية لعام 2008, تم وضع تساؤل حول مخلفات العولمة وربطها بالتضخم الذي أحدثته، مشيرة إلى أنه في ظل الأحداث الحالية، “يمكن القول إن الوباء طرح مجددا التساؤل حول عواقب العولمة ونجاعتها”.
وتأسس “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” سنة 2014 في الرباط. وهو مركز مغربي للدراسات مهمته الإسهام في تطوير السياسات العمومية الاقتصادية والاجتماعية والدولية التي تواجه المغرب وباقي الدول الإفريقية بصفتها جزء لا يتجزأ من الجنوب الشامل.