كلمة نقابة المحامين بالمغرب خلال الوقفة الاحتجاجية المنظمة أمام وزارة العدل يوم الجمعة الماضي..

admin
2022-10-27T00:23:52+02:00
متابعات
admin27 أكتوبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
كلمة نقابة المحامين بالمغرب خلال الوقفة الاحتجاجية المنظمة أمام وزارة العدل يوم الجمعة الماضي..

خلال الوقفة الاحتجاجية  التي نظمتها نقابة المحامين بالمغرب يوم الجمعة الماضي، من أمام وزارة العدل، ألقى الأستاذ خالد المروني  رئيس نقابة المحامين بالمغرب كلمة بالمناسبة جاءت على الشكل التالي:

“بمداد من الفخر و الاعتزاز، تسجل نقابة المحامين بالمغرب، انخراطها إلى جانب فدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، و الجمعية الوطنية للمحامين بالمغرب، في تسطير برنامج نضالي يتجاوب مع انتظارات كل المحاميات و المحامين بالمغرب ،و يستجيب للمطالب الاستعجالية المشروعة للمحامين. فالكل قد هب بنفس وحدوي ليصد الهجمة الشرسة و الرعناء لوزير العدل و من يقف وراءه ، و الكل يأبى إلا أن يسجل التاريخ اليوم أن بذلة الدفاع عصية على التطويع، و أبية على الإخضاع، و شامخة بتاريخها النضالي، و مبادئها الكونية.

الزميلات و الزملاء، لقد نام وزير العدل و من لف لفيفه فرأى فيما يرى النائم أن بمقدور ألاعيبه السياسوية الصغيرة أن تتطاول على رسالة الدفاع و تعبث بمبادئها الراسخة، لكن هيهات هيهات إن هي إلا أضغاث أحلام وتخاريف الأوهام. اليوم يقف كل المحامين و المحاميات و كل الإطارات المهنية صفا واحدا في خندق واحد ليصدحوا بصوت واحد:

  • إن نساء و رجال الدفاع سيقفون دوما بالمرصاد لأية محاولة للنيل من مكانة المحاماة أو تقليص أدوارها القانونية و الحقوقية و المجتمعية.
  • إن أي قانون منظم للمهنة لا يمكن أن يرى النور إذا لم يكن موضوع تشاور و توافق مع الإطارات المهنية الممثلة للمحامين اعتبارا لخصوصية الاستقلالية التي تتمتع بها مهنة المحاماة وفق المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن دور المحامين و المبادئ الدولية المتعلقة باستقلالية و مسؤولية المحامين.
  • إن المحاماة ليست مجرد مهنة يمكن أن يخضع الولوج لها للحسابات السياسوية والانتخابوية الضيقة، أو للرهانات الشعبوية الطارئة ، بل هي رسالة كونية و مؤسسة جوهرية من مرتكزات  الدولة الديمقراطية ،و آلية أساسية من آليات حماية الحقوق و الحريات يجب أن يرتبط الولوج لها بمدى التزام الحكومات بواجباتها المتمثلة في توفير الضمانات و الشروط الكفيلة بأداء المحامين لمهامهم و أدوارهم على الوجه الأمثل.
  • إن المحاميات و المحامين لا ينتفضون انتصارا لمطالب فئوية ضيقة، و لا يساومون على مبادئ رسالتهم من أجل امتيازات خاصة، و لكنهم بالمقابل لن يقبلوا بأي مساس باستقلالية المحاماة و حصانة الدفاع ، و لن يسكتوا على أي استهداف للشروط الاقتصادية و الاجتماعية و القانونية الضامنة لقيامهم بالدفاع عن حريات و حقوق المواطنات و المواطنين، و تحقيق شروط الولوج المستنير للعدالة ، وضمانات المحاكمة العادلة.

نقول لوزير العدل و لمن يشرعن له أفعاله الرعناء:

المحاماة أكبر من أوهامكم السلطوية الصغيرة، و لو كان بإمكان النجاح في تطويع المحاماة لكان الأولى بالنجاح في ذلك نابليون بونابرت ، حينما اعتد بسيفه ، و وعد باستعماله لقطع لسان كل محام يستخدمه ضد الحكومة، لكن التاريخ سجل أن لسان المحامي لا يقطعه سيف، و ذهب صاحب السيف و بقيت المحاماة أبية و شامخة ،و سجل التاريخ للمحامين قيامهم بأدوارهم الطلائعية في كل معارك الشعوب من أجل العدالة و الحرية و حقوق الإنسان.

الزميلات و الزملاء، ونحن نشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية نقول لكل من يهمه الأمر: لا تحسبن أن هذه الوقفة مجرد هبة عابرة بل هي احتجاج أولي ، و مستمر في الزمن، و لن يتوقف  قبل إسقاط مسودة العار المتخلفة، من أجل  إقرار قانون حداثي و تقدمي يليق بمحاماة القرن 21 ، وسن قوانين إجرائية و موضوعية تضمن الحقوق و الحريات و شروط المحاكمة العادلة كما هي متعارف عليها عالميا و وفاء الحكومة بالتزاماتها في تكوين المحامين و ضمان شروط ممارسة مهنية تليق بنساء و رجال الدفاع و تضمن للملتحقين من بنات و ابناء الشعب الراغبين في خدمة العدالة أداءهم لمهام الدفاع و تحملهم لأعبائها بكرامة و أمن قانوني و اقتصادي و اجتماعي يحصنهم ضد منظومات الفساد و النفوذ و يجعلهم فرسان الدفاع عن الحقوق و الحريات. فموعدنا ساحة النضال .. ولا عزاء لمن يراهن على انطفاء جذوة النضال .. فبإمكانكم قطف الزهور لكن لا يمكنكم إيقاف زحف الربيع. وعاشت مهنة المحاماة حرة مستقلة و أبية.”

thumbnail 44 - رسبريس - Respress
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.