نعم مرضى السيليكوز في حجر صحي دائم وفي التزام تام بالتعليمات الوقائية..

admin
2020-04-05T00:52:38+02:00
كتاب واراء
admin5 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
نعم مرضى السيليكوز في حجر صحي دائم وفي التزام تام بالتعليمات الوقائية..

حياة جبروني

منذ أن دخل وحش كورونا حياتنا وعالمنا دون استئذان، وجثم على أنفاسنا وألزمنا بيوتنا قسرا وكرها، متحرشا ومتوعدا بكل من خالف قوانين وقواعد النظام والوقاية، وفي مقدمتها الالتزام بالحجر الصحي، العلاج الوحيد والأوحد على ما يبدو، والسبيل المرشح للخلاص، في انتظار رحمة ربي.
وفي ظل هذه التحولات الصحية التي لا تبعث على بشائر واضحة المعالم لاستئناف حياتنا الطبيعية، ناهيك عن توقعات غير مريحة باتساع رقعة هذا العدو الخفي الذي أربك حسابات وتوقعات علماء وأطباء العالم، هذا الكائن الذي لا يرى بالعين المجردة المتربص بسلامتنا، انتشر بسرعة البرق وخطف أرواحا هائلة تتخطى كل التوقعات في وقت قياسي أسرع من النار في الهشيم، وفرض علينا واقعا تأقلمنا معه بكل وعي ومسؤولية، رغم ما يشكله من ضغط نفسي، وعصبي على الجميع. بل هناك من دفعه جهله وتعنته إلى السخط على هذه الإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذتها الدولة لمنع الكارثة الوبائية والتي قد تأتي على الأخضر واليابس، فالأمر أصبح يتعلق بخيارين اثنين إما الحياة أو الموت. هذه الحقيقة كانت كافية لكبح غضبهم.
لكن الأمر كان مختلفا بالنسبة لسكان مدينة جرادة الذين حسب تصريح بعض القاطنين، تأقلموا وبسرعة ودون أي محاولة لغو أو لغط أو “تبعكيك” مع الواقع الجديد،… وعيا منهم بضرورة احترام النظام العام وتبنوا الحجر الصحي في أوله، خوفا من أن ينضاف
Covid-19 إلى سجلهم الصحي الحافل بالأمر اض البيئية وغيرها فيهلك الرئة ويحبس التنفس، فيكفيهم ما يعانونه من سوء الحال وما يتجرعونه من أعطاب في الجهاز الرئوي وضيق في التنفس بسبب شبح الموت الذي يلازمهم، وهو مرض السيليكوز الذي سرق منهم حقهم في الصحة و حقهم في الشعور بالأمان كباقي خلق الله.
نعم، هو السيليكوز الذي سيظل بصمة عار في تاريخ الحكومات السابقة وبصمة خزي في شريعة الحكومة الحالية الملتحية. ففي اعتقادي الشخصي ، أنه من دوافع الالتزام بالقوانين دون تردد، كون المنطقة أشبه بمنطقة حجر صحي دائم. ففيروس كورونا الذي أرعب سكان العالم، علماؤها، وأطباؤها وسياسيوها ومخزنها… ، هذه الرقعة المنسية من بلادنا، تعيش مجبرة منذ سنين تحت تسلط مرض “السيليكوز”، لا يختلف كثيرا عن أخيه في الرضاعة كورونا فكلاهما مدمران للجهاز التنفسي وقد يقضي هذا المستجد على شعرة معاوية التي بها يحيون ويتنفسون ويتنشقون الهواء، الذي يكون في كثير من الأحيان أحيانا مفحما.
نعم، نعم الوعي ونعم الامتثال للأوامر، استقبلوا التعليمات بصدر رحب رغم علاته، وقلب كبير رغم جراحاته، وعن طيب خاطر رغم انكساراته…. يكفيهم ما يتكبدونه من آلام السيليكوزيس المنتشر بقوة في صفوف عمال المناجم قبل إغلاقها وتسريح عمالها بعد أن استوطن المرض في صدورهم وسلبهم حقهم في الصحة. وكذلك الباحثين عن لقمة عيش بطعم العلقم داخل آبار الموت السندريات يبيعون شبابهم وسلامتهم مقابل دراهم معدودة.
نعم، السيليكوز اللعين الذي دمر حياتهم وأضعف قدرتهم على التنفس.
مؤكد أن وباء كورونا إذا ما حل بالمنطقة وانتشر، سيرخي بظلاله على شيوخ ونساء وأطفال المدينة وسيزداد الوضع قتامة.
الحقيقة، أن مدينة الأيتام والأوجاع كلها أمراض وكلها فيروسات تنهش سكانها من كل الجوانب، مدينة تعيش حالة من العزلة الدائمة، تغرق في فقر لا يرحم وجوع يمزق الأحشاء، مدينة تعاني ضيق في الأفق أدخلها في دوامة اليأس وقساوة الوضع وضنك العيش.
كل هذه الفيروسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية تحدث في وطننا العزيز، عز على أبنائه الحياة الطبيعية الكريمة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

التعليقات 5 تعليقات

  • قدور سويديقدور سويدي

    جريمة القتل عمدا بخنق الضحية تنهي الحياة في ثوان ..او دقائق. والمصاب بضيق التنفس يعاني معاناة شديدة . وفد يلقي ربه في أية لحظة. فمرضي ” السيليكوز” بجرادة يتكبدون الما شديدا كما جاء في المقال. في سنة 2003 اديت فريضة الحج. وفي أيام مني باحدي الخيم كنت اشعر بحاج كان مع المجموعة يبيت واقفا جراء مرض” النهجة ” فاخبرت المسؤول في الوكالة الذي اختار له مكانا محاذيا للباب الرئيس للخيمة. وباء كوفيد 19 اختار لنفسه في غياب الدواء والتلقيح السكن في رئتي الانسان بهدف القضاء عليه لا محال.ولذا فان الفرار منه يلزم الانسان البقاء في منزله الي ان يشاء الله.

  • العيد محمدالعيد محمد

    نحن في حاسي بلال الامر يزداد سوءا قمنا بعدة احتجاجات دون جدوى لا تزال بعض الأحياء تطالب بإعادة هيكلة الواد الحار، علال بن عبد الله وطارق بن زياد والمختار السوسي، هذه موروثات عن مرحلة الاستعمار والتي تتعرض لاختناقات يسيح على الأرض تاركا وضعا بيئيا ختطير على صحتنا نحن نختنق كل يوم أمام مرأى ومسمع الكل…

  • ابن المنطقةابن المنطقة

    للأسف مدينة جرادة مدينة مغلقة على نفسها لا حدود ولا تنمية ولا افاق لا يمكن أن تتجول حتى لبيع البيض مسلوق بركم افضل منها من حيث الرواج 😥🤲

  • قدور سويديقدور سويدي

    الموت بالخنق وابقاف التنفس. معانا ة والم شديد. ولذا تجد بعض الأحكام المشددة تصدر بالتنصبص عايه ومرضيذ السيليكوز كما جاء في المقال يعانون بأشد العذاب . وما يجعل وباء كورونا خطيرا هي العدوي التي يتمتع بها واختياره الفتك بالرئتين. وخنق ذالانسان. نطلب الله أن يرفعه عنا في أقرب وقت..وعجز العالم علي إيجاد الدواء له وكذا التلقيح للحماية منه هو..ناجم عن ضعف البحث العلمي .الذي نتمني من كافة الدول ان تهتم به وتخصص له ميزانية كبيرة ……الخ

  • م. بلبشيرم. بلبشير

    جيد جدا، أعجبني المقال. بالتوفيق ان شاء الله