الأستاد عبد اللطيف مجدوب يكتب : الميديا الغربية وترويجها لـ”عرب فوبيا”!

admin
كتاب واراء
admin30 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ 7 أشهر
الأستاد عبد اللطيف مجدوب يكتب : الميديا الغربية وترويجها لـ”عرب فوبيا”!

عبد اللطيف مجدوب

وهل حان دور اضطهاد الجنس العربي؟!

باستعراض كرونولوجيا الأحداث الدامية التي فجرتها عملية “طوفان الأقصى” وعدد ضحاياها حتى الآن الذي يعد بالآلاف بين قتيل وجريح؛ معظمهم مدنيون عزل، وما واكبها من مواقف تضامن ودعم مطلق من معظم دول العالم للآلة الحربية الجهنمية الإسرائيلية التي ارتكبت مذابح جماعية غير مسبوقة في حق المدنيين الفلسطينيين؛ آخرها قصف لمشفى المعمداني بغزة الذي روع ضمير الإنسانية في أنحاء العالم، باستعراضنا لهذه الصور الدموية والمواقف العاصفة والمتواطئة، يبدو أن جغرافية الشرق الأوسط باتت تحت المجهر، في اتجاه إعادة تشكيلها بما يخدم مصالح الغرب، وعلى رأسه إسرائيل التي كانت على مدى عقود؛ تنادي بمحق إيران بوصفها؛ كما دأبت عليه أدبياتها الإعلامية والأمنية؛ رأس الأفعوان الذي يضرب برؤوسه في كل من سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن. وينسجم هذا التوجه أو بالأحرى جغرافية شرق أوسطي جديدة مع ظاهرة الإسلاموفوبيا التي نفخت فيها الميديا الغربية، على ضوء عملية “طوفان الأقصى” والأحداث التي نجمت عنها، لتحولها أخيرا إلى مطلب استراتيجي جوهري، وهو التخلص؛ بطريقة أو بأخرى؛ من “الإسلام السياسوي” الذي لم تحصد منه الدول الغربية والأوروبية سوى أعمال القتل والدمار والتخريب؛ بدءا بضربة 11 شتنبر وانتهاء بعملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي فأنظار المراقبين كلها موجهة صوب إيران للبحث عن أنسب السيناريوهات العسكرية واللوجستيكية القادرة على ضرب منشآتها النووية والإجهاز على قدراتها العسكرية، وهو ما يتوافق كليا مع مواقف الدول الغربية وأمريكا خاصة التي أصبحت ترى في إيران عدوا ببعدين؛ بعْد داعم لحرب روسيا ضد أوكرانيا، وبعد آخر داعم “للإرهاب” في الشرق الأوسط.

محاولة إقحام إيران في غزة!

وتعد مجزرة مشفى المعمداني بغزة مهمازا (محكا)؛ أرادت به إسرائيل ومن ورائها الدول الغربية جر إيران واستنفار قواتها باتجاه أتون غزة، بيد أن كل سيناريوهات دخول القوات الإيرانية على خط غزة، مازالت حتى الآن في خضم التخمينات الممكنة، وقد يكون مصير “غزة” وتبعاته في الأيام القليلة المقبلة ساعة حسم لمشاركة إيران في هذه الحرب أو الإحجام عنها.

هل يعود التاريخ باضطهاد العرب؟!

تاريخ اليهود حافل بالمنعرجات وصور الاضطهاد التي لاقاها عبر أجيال مضت، لكن اليوم؛ وفي خضم عدة متغيرات على المستويين الإقليمي والدولي؛ فقد تنقلب المعادلة ويصبح محل إجماع كثير من المواقف السياسية الغربية معاملة الجنس العربي معاملة مشوبة بالكراهية والازدراء، فضلا عن ممارسة اضطهاد ممنهج في حقه، وهو ما أصبحت تنادي به أغلب الأحزاب اليمينية، في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.