عبد اللطيف مجدوب يكتب : مثقف غيني يرد على تصريح للرئيس الفرنسي..

admin
كتاب واراء
admin8 مارس 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
عبد اللطيف مجدوب يكتب : مثقف غيني يرد على تصريح للرئيس الفرنسي..

 عبد اللطيف مجدوب   

في زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدولة مالي، صرح هذا الأخير بأن “أسرة ذات سبعة أو ثمانية أفراد بإفريقيا وبمقدورها استثمار المليارات، فلن يغير شيئا منها [..]، إن التحدي الذي تواجهه إفريقيا هو التحدي الحضاري” «Avec une famille qui a sept, huit enfants en Afrique, investissez des milliards, rien ne changera. (…) Le défi de l’Afrique est civilisationnel».

فتلقى أمادو دونو Amadou Douno السوسيولوجي الغيني؛ أستاذ بجامعة أمادو دينغ بالعاصمة كوناكري، هذا التصريح بكثير من الاستهجان والغرابة، فرد عليه بالنص التالي وباقتضاب:

“الأفارقة ليسوا بحاجة إلى حضارتك الفاجرة (civilisation de débauche)، لأن مع حضارتك يمكن للرجل أن يضطجع مع الرجل، والمرأة يمكنها أن تضطجع مع المرأة، والرئيس الأعزب يمكنه أن يتخذ له عشيقتين، كما أن المرأة يمكنها أن تنام مع كلبها، كما يجوز للطفل أن يهين أبويه دون مشاكل، كذلك يمكن للطفل أن يسجن أباه وأمه.

“مع حضارتك؛ عندما يشيخ الوالدان يتم نقلهما إلى دار العجزة، وأخيرا؛ مع حضارتكم؛ يمكن للشاب أن يعيش مع امرأة في سن أمه أو جدته، ولا حرج، وحالتك أفضل مثال. الأفارقة ليس لديهم درس في الحضارة ليتعلموا من أناس مثلك!

“وتعد إفريقيا؛ إلى حد بعيد؛ أغنى قارة في العالم بثرواتها المعدنية الهائلة، ما يعوق هذه القارة هو النهب وعلى نطاق واسع لمواردها من قبل القوى العظمى، وفرنسا في الصدارة!”.

“كل مصائب إفريقيا تأتي من هذا البلد [فرنسا] الذي يحقق طموحاته على ظهور الأفارقة؛ بتواطؤ هؤلاء الخونة الذين لا يترددون في التضحية بأجيال كاملة بتسليم بلادهم إلى القوة الاستعمارية السابقة، وقد عُهد، وبجميع القطاعات الرئيسية لاقتصادياتها إلى فرنسا، في الواقع هم ينفذون الاستراتيجية السياسية أو الرؤية التي أرادها المستعمر السابق، وهذا يساهم في دفع سكانها إلى البؤس والفقر المدقعين. هذا هو سبب الانقلابات والحروب الأهلية والإبادة الجماعية والمجاعات، مع وجود طغاة على رأس هذه البلدان؛ تحتفظ بهم فرنسا في السلطة، لأن هذه الأخيرة تلبي جميع مطالبهم”.

“فرنسا لا شيء بدون إفريقيا! اليوم الذي تدير فيه الدول الإفريقية ظهورها لفرنسا ستغرق هذه الأخيرة في الفوضى! وطالما أن البلدان الإفريقية لا تخرج عن هيمنة القوى الاستعمارية السابقة لها، فإن؛ من خلال تولي زمام مصيرها؛ كما فعلت الدول الآسيوية؛ سيكون من الصعب عليها الخروج من الهاوية.

“التحدي الذي يواجه إفريقيا هو التخلص من فرنسا، لأنها ليست الحل لتخلف هذه البلدان بل هي [فرنسا] صلب المشكلة”.
A.D

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.